18 Januari 2019

الدين والدولة

 


في الحقيقة، إن الدين والدولة مختلفان، كذا قاله الشيخ أحمد صديق من جيمبير. فالدين هو شيء، والدولة شيء آخر. على الرغم من اختلافهما، إلا أنهما لا يمكن فصلهما. منذ قديم الزمان، كان هناك وجهات نظر مختلفة حول العلاقة بين الدين والدولة.
وقال الرأي الأول: كلاهما متحدان لا فصل بينها، فلذلك نحتاج إلى "دولة دينية" حتى يمكن تطبيق القانون الديني في المجتمع وجميع الشعب. أما الرأي الثاني فينص على أنه لا توجد حاجة إلى "دولة دينية". وتنفيذ القانون الديني وتعاليمه لا توجد حاجة لإنشاء "دولة دينية". إذا قام المجتمع بتنفيذ تعاليم وقيم إيجابية وفقاً للدين الذي يؤمن به، فهذا يكفي. وهذا التنفيذ والتطبيق لا يتعلق تماما بإنشاء "دولة دينية" أو "خلافة إسلامية" أو "إمامة" أو غيرها.
هذا الرأي الثاني أكثر قوة وواقعية. وفي الواقع، إن الرغبة في إقامة دولة دينية ليست سوى وسيلة لاكتساب القوة والجاه، علاوة على الرغبة في الإجبار حسب مشاعر الجماعات التي تريد أن تحكم وتضر بعمر الأمم والدول مثل إندونيسيا التي تُعرف ببلد تعددي يسكنه أتباع دينيون مختلفة.
لذا، فإن مشروع إنشاء الخلافة الإسلامية في إندونيسيا هو مجرد هراء. لا أساس له وليس وفقا لأساس الدولة الإندونيسية، وهو البانجاسيلا (Pancasila). وإن هذا المشروع يتناقض مع الشعار الوطني وهو "نحن واحد رغم مختلف".
يا أخي ويا أختي، لا تؤمنوا بمشروع الخلافة أو بإنشاء الدولة الإسلامية في إندونيسيا، لأن هذا المشروع طريقة لتقسيم الأمة ودعاية في تدمير الوحدة بين جميع شعب إندونيسيا. وقد قام إندونيسيا بعد استقلاله من الاستعمارت برحمة الله وجهاد جميع المجاهدين الإندونيسيين أينما كانوا، سواء مسلمين أو مسيحيين أو هنديين أو بوداويين أو غيرهم من جميع أبناء البلاد صغارها وكبارها، أغنياءها وفقراءها، رجالها ونساءها.
وقد بدأ الزعماء الدينيون والمسلمون من البلدان الأخرى دراسة المقارنة في معرفة العلاقة بين الدين والدولة في إندونيسيا، لا سيما هؤلاء من البلدان المشاركة في الصراعات مثل أفغانستان. لذلك، يجب أن نفخر بإندونيسيا ونحافظ على ما تم بناؤه من قبل مؤسسي هذه الأمة والبلدة، رغم أن الحياة مهددة.
عسى أن تكون إندونيسيا بلدة طيبة، آمنة مطمئنة، سالمة قوية.

Tidak ada komentar:
Tulis komentar